عن كتب التنمية البشرية سأتحدث الآن ..
ربما هاته الكتب كانت من أوائل الكتب التي بدأت أطالعها الى جانب الروايات عندما كنت صغيرة .. لكن مامدى تأثيرها ؟
عندما كنت في ذاك العمر و انا اقصد به سن 12 و 13 ، كنت أميل الى تعلم كسب الثقة بالنفس و تخطي الأمور السلبية ..الخ ، و لكن ما ان بدأت أكبر قليلا ، حتى صارت تبدو لي مجموعة تلك النصائح مجرد نصائح سطيحة يعرفها الجميع ، ما الجديد الذي نجنيه من كتب التنمية البشرية ؟
ما أقصده هنا ليس كتب جومباز العقل و تحسين مردود الذاكرة ، فعلى الرغم من انني لم اجربها ، إلا أن هناك من تحسن بفضلها لذلك انا اتحفظ على هذا الجانب .. ما أقصده هنا تدريبات التنمية البشرية في كسب الأصدقاء ، كسب الثقة بالنفس ، كسب المال ، النجاح ..الخديل كارنيجي كان اول من قرأت له ، لا يخفاكم أن لدى هذا الرجل أفكار تساعد حقا ، لكن بعضها ساذج و مبتذل أيضا ..
يساعدك في كسب الأصدقاء ، فيخبرك ان تتعلم الربت على كتف صديقك حتى تشعره بأنك مهتم و مقرب ، عند دخولك المقهى مع احد اصدقائك حاول ان تشتري لصديقك ما يفضل ..
هذه النصائح تجعلك روبوت ، لا مشاعر لك ، فعلى عكس هاته النصائح كان عليه ان يكتب موضوعا يجعلك تعرف قيمة الصداقة في حياتك ، و ان تتعلم كيف توزع الحب عمّن حولك ، و باقي النصائح التي تجعلك تفهم معنى الحياة بكل قطعها .. لا أن نكون ماديين جدا حتى مع بعضنا ..
العالم الوردي الذي تصوره لنا كتب التنمية البشرية مضجر ، لا واقعية فيه ، مليء بالحكايات التي لن نجدها في عالمنا و لو بحثنا طول اعمارنا عنها ..
لكن هل هناك من كتب التنمية التي تعدّ استثناء ؟
عن نفسي توقفت قبل سنوات عن قراءة كتب التنمية البشرية ، و لكن مازلت اراقب بتحفظ بعضها ، وجدت كتاب ، يعدّ كنزا ثمينا ، من كتب التنمية البشرية ، يعدّ هذا الكتاب استثناء باهرا ضمن كتب التنمية المكدسة ..
عنوان الكتاب " فجر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة " للكاتب ديفيد فيسكوت ، ويتكون الكتاب من 125 صفحة .
هذا الكتاب يناشد الحياة الواقعية النضاحة بالحيوية و الجمال ، يخبرك الكتاب في مقدمته شيئا بالغ الأهمية عن السعادة ، فيقول :
إننا جميعًا نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها .
لكن السعادة ليست هدفًا في ذاتها. إنها نتاج عملك لما تحب ، وتواصلك مع الآخرين بصدق .
إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك ، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده ،
أن تعيش حياتك مستمتعًا بكل لحظة فيها .إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك
للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
و تستمر المقدمة في منحك حقائق عن السعادة ، تجعلك تعيد التفكير ماليا في أسلوب نظرتك للسعادة و تستمر نظرتك في التغيير مع كل صفحة تقرأها من هذا الكتاب ، ليجعلك في النهاية تقتنع أن المعاناة هي اختيار نحن من نختاره ، و ان مفهوم النجاح قد يختلف من شخص لآخر ، و أن لكل عالمه الخاص الذي يحب العيش فيه ، فكل واحد فينا يرى سعادته في أسباب معينة قد لا تكون هي ذاتها أسباب سعادتك ..
يجعلك الكتاب تتقبل ذاتك بأخطائها ، بماضيها ، بل يعلمك ان تحبها بصدق ، و أنه كلما قدرت ذاتك و احببتها استطعت ان تحب غيرك بصدق أكبر ..
الكاتب جعل طريقة قراءة الكتاب سهلة على الجميع ، فلأن الكتاب يمنحك أفكارا جوهرية عن الحياة ، عليك أن تتجرعها برفق و ليس دفعة واحدة ، أن تقرأها كل يوم قبل البدأ بيومك الطويل الشاق ، و لذلك جعل ديفيد الكتاب عبارة عن مواضيع مفصولة عن بعضها ، يمكنك ان تفتح الكتاب و ان تقرأ منه موضوعا واحدا يوميا ، ذلك سيشعرك أنك تتشرب الافكار بأسلوب أفضل ..
هذا الكتاب أنصح به الجميع .. عن نفسي أعود له بشكل دائم .. و على الرغم من أنني لحد الساعة ربما كنت قد قرأته أكثر من 3 مرات إلا أنني لا زلت أعود له ، و كلما قرات سطورا منه ، أشعر أنني اتعلم أشياء جديدة خفت عني في القراءات السابقة .. لتحميل الكتاب PDF أنقر هنا .. الجدير بالذكر أنني اقتنيت كتابا منذ مدّة ، ربما ليس بقوة و جاذبية الأول و لكن أفكاره لا بأس بها و مفيدة الى حد ما ..الكتاب هو " اعمل اقل .. تنجح أكثر ! " للمحاضر و المستشار في مسائل الابداع " ايرني زيلنسكي " .. و على الرغم من أن العنوان يجعلك تعتقد أنك ستتعلم الكسل المفيد و الناجح ، إلا أننا نجد في طيّات الكتاب خلاف ذلك ، ذلك لأن الكاتب يقنعنا بفكرة أننا لو أحببنا حقا العمل الذي نقوم به ، و مهما كان شاقا ، سنستمتع به ، و سنفرح بالمردود الذي يعوده علينا على الرغم من قلّته ، يعلمنا الكتاب أيضا عدم السير وراء نعيق الناس ، أنه علينا أن ننجح بسرعة و أن نطور أعمالنا الى شركات كبيرة في وقت قصير .. بل علينا أن نسير وراء أحلامنا بالسرعة التي نراها مناسبة و بالطريقة التي تجعلنا نستمتع بهذا العمل أكثر ..ما يركز عليه الكتاب هو متعة العمل ، كما يخبرنا ايرني زيلنسكي الكثير عن تجاربه الشخصية المثيرة و تجارب آخرين نستفيد منها حتما ..ما شدني هو المقدمة الذي حكى فيها الكاتب قصة معبرة جدا ، حيث قال فيها ( سأحكيها كما أتذكرها عذرا على أي خطأ ، و سأختصر القصة طبعا )كان هناك صياد أسماك يبيع السمك كل يوم من الساعة الحادية عشر الى الثانية عشر .. و يعود لبيته .. فيأخذ قيلولة ثم يستيقظ ليلعب مع أطفاله على شاطئ البحر ، ثم يساعد زوجته في تحضير العشاء ، و بعدها يقوم بالعزف على الغيثارة الى منتصف الليل مع أصدقائه ، ليعود لبيته و ينام ، يستيقظ على الثامنة صباحا ، يستحم و يتناول الافطار مع عائلته ، ثم يأخذ صنارة صيده و ينطلق في الصيد الى الساعة الحادية عشر فيبدأ في بيع ما صاده في ذلك الصباح .. و كان هناك صاحب شركة ناجحة يقضي عطلته في تلك القرية الصغيرة و نالت جودة سمك الصياد اعجابه بشدة ، لكن كل مرة يعود ليشتري المزيد يجد ان الصياد قد باع كل سمكه في خلال ساعة و رحل ..سأله مرة أنه يريد أخذ كمية أكبر من ذي قبل ، فأجابه الصياد أن مدة عمله لا يستطيع إطالتها ، فهكذا اعتاد ..في احدى الأيام امسك رجل الأعمال بصياد من يده و أخبره ان ليده له خطة رائعة لينجح بسرعة ، أخبره أن عليه أن يستيقظ أبكر مما يفعل الآن ، و أنه عليه ان يزيد من ساعات عمله الى الضعف و بذلك سيزيد المردود المادي عليه ، و هكذا حتى تصير لديه القدرة المادية لاستثمار مشروع بيع هذا السمك بطريقة معلبة مثلا ، و يبدأ المشروع في التطور حتى يأتي يوم يجد نفسه فيه يمتلك أكبر مصانع السمك المعلب في البلاد ..نظر الصياد للرجل ، و سأله : وبعد ذلك ماذا سيحصل ؟أجابه رجل الأعمال أنه بعد ذلك سيتمكن من أن يكون مديرا غير تنفيذي للمشروع بينما يجعل المشروع بين يدي رجل يثق به ، و سيستطيع ان يحصل على فترة نوم صباحية أطول ، و أنه سيجد الوقت للبقاء مع زوجته أكثر ، و سيزور أولاده أكثر ، و قد يسافر الى بلدان مع عائلته ..صمت الصياد قليلا .. ثم قال : ألست أحصل على كل هذا الآن و بهذا القدر من الجهد .هنا انتهت الحكاية .. هذا الصياد البسيط منحنا عبرة كبيرة في الحياة .. فهو كان قنوعا بما لديه .. و هذا بحدّ ذاته نجاح .
على العموم هذا الكتاب لم أكمله بعد و انا مازلت في الثلث الأول منه ذلك لأن أيدي شريرة كانت قد اختطفته بعد ان اشتريته بأيام و ما عاد لي الا قبل يومين تقريبا ، أخي العزيز وجد ان العنوان مغر ، فخطفه ، أخي أخبرني ان الكتاب مفيد الى حد ما ..
لتحميل الكتاب انقر هنا
إنني ممن يقرأ لإرني زلنسكي ، وممن يحاول استخلاص زبدة منطقه في فهم الحياة ، التي لا طالما عبر عنها بأسلوبه الفريد المليء بالتلاعب !
ردحذفالكتاب فعلا جيد ويستحق القراءة ، وأسلوب عرضه ممتاز ، أفكر في سرد أفكاره على شكل نقاط لاحقا بإذن الله.
شكرا لك صديقي .. نحن في انتظارك لسرد أفكاره .. و سعدة بنشرها هنا ..
حذفإنني ممن يقرأ لإرني زلنسكي ، وممن يحاول استخلاص زبدة منطقه في فهم الحياة ، التي لا طالما عبر عنها بأسلوبه الفريد المليء بالتلاعب !
ردحذفالكتاب فعلا جيد ويستحق القراءة ، وأسلوب عرضه ممتاز ، أفكر في سرد أفكاره على شكل نقاط لاحقا بإذن الله.
شكرا لك صديقي .. نحن في انتظارك لسرد أفكاره .. و سعدة بنشرها هنا ..
حذفابحث عن رابط لكتابه متعة عدم العمل
ردحذف