أؤمن كل الإيمان ، و أثق كل الثقة ، أن ليس للإبداع حدود ، كما ليس للسماء حدود ..

و أن بذور الإبداع تنمو باكتساب الخبرات من هنا وهناك ، لكن الخبرات التي أتحدث عنها هنا ، لست أقصد بها خبرات تطبيق العلوم التي نتعلمها في المدارس ، بل خبرات يكتسبها المبدع بواسطة إدراكه للأشياء من حوله بالطريقة التي تجعله يفكر بطريقة مختلفة و خلاقة و يقدمها في أعمال راقية .. فعلى الرغم من أن عقولنا قد تكون مليئة بالأفكار الرائعة ، ولكنها مع ذلك تحتاج الى مهارات عالية و الى نهج سليم حتى يتم وضعها في مكانها المناسب ..
حتى تبدع عليك ان تكون مُلْهَما أولا ، و الالهام لا يأتي إلا إذا شعرت براحة نفسية و قدر كافي من السعادة ..
لطلما اعتقدت سابقا ، أن المعرفة أهم من كل شيء ، و أنه علي أن أُبقي ذلك الكم الهائل من المعلومات داخل رأسي و سأكون بخير ، و بذلك سأحقق إنجازات كثيرة .. لكنني وجدت العكس بعد تجارب عنيفة مع الحياة ،
وتعلمت أن المعرفة ليست كل شيء فالمحيط الخارجي سيقوم بعمله على أكمل وجه ، فقط إذا أنا فتحت عيناي و رأيت الحقيقة من وراء كل شيء ..
بعد الإلهام يأتي الإبداع ، و إذا كان الالهام يتعلق بشعور نحس به عن طريق رؤيتنا للأشياء و حالتنا المزاجية فللإبداع شروط حتى يُمنهج و يصبح في مكانه المناسب ..
للأسف ! ليس هناك من سيعلمك أن تكون مبدعا ، و لا ناجحا .. إنها أشياء تتعلمها و تعرف طريقها بنفسك ، بفضل إحساسك الذاتي لما تحتاجه حقا ، وما تريده ..وستكون أسعد انسان إذا كان فعلا ما تحتاجه هو ما تريده من هذه الحياة ..
هنا بعض النصائح الذي أقدمها لكل من يحترم ، يُعجب، يُحب ، يعشق ، الابداع ..
لا تحاكي الآخرين حياتهم
الحقيقة ، أن الابداع شيء أساسي في الحياة ، هو ما يخلق الاثارة و أسبابا جيدة للعيش ، لأنه يجعلنا نبقى على طبيعتنا و لا نحاول تشويه ما خلقنا عليه ، لقد خلقنا مختلفين في كل شيء حتى في بصمات أصابعنا ، و أسباب التعاسة المنتشرة في حياتنا هي أننا كسرنا قانون الطبيعة و رغبنا بالعيش مصفوفين ، بل و بنفس المقاييس نحاول أن نحيا .. ذلك ما عملت عليه المناهج التعليمية الرديئة و الثقافة المتحجرة التي فرضت على الفرد أن يحاكي الآخرين أفعالهم و تصرفاتهم و أسباب عيشهم .. فلا يبقى له شيء يخصه هو وحده ، كل شيء يجب ان يشترك به مع الآخرين .. أين هو الاختلاف هنا ؟ غير موجود .. و ذلك ما نحاول تداركه ..
لا تحاكي الآخرين حياتهم ، وقبل أن تحاول فهم الآخرين إفهم نفسك ، فكلما فهمت نفسك أكثر ، زاد تقبلك لما حولك .. وبذلك معرفة الطريق الصحيح الذي تسلكه ..
افقد ماء وجهك
إن أردت الإبداع ، فلا تخشى الفشل .. لأنك ستفشل وهذا شيء أكيد .. لكنه لن يدوم ..
افقد ماء وجهك ، و ابتعد عن سياسة الرسميات فهي تثبطك ، كن على سجيتك ، وتقبل الخطأ و الفشل، واعترف به .. فالعيب ان يستمر ارتكابك للخطأ .. وان تحاول تقليد نجاحاتك السابقة دون أن تخاطر خشية الفشل .. فنجاحاتك السابقة كانت لها ظروفها الخاصة .. واستمرار الحال من المحال ..
قل جهرا و بكل تواضع "لا أعرف " فلا يولد الانسان عالما ، ولكني سأجد طريقة و سبيلا لاكتشاف الأمر ، مهما كان صعبا فلكل مشكلة حل .. جرب كل فكرة تخطر في بالك ، ولا تستهن بإحداها فقد تكون تحمل معها شيئا جميلا ..
عش اللحظة
ملهوفون على الحياة التي هناك و الاحداث التي تحصل فيها ، بينما يحدث الكثير حولنا و لا نلتفت له ، معتقدين ان ما يحدث هناك أهم بكثير !! عش اللحظة ، و ارمي تلك النفايات بعيدا عن رأسك ، فهي تطويك عما يهمك " اللحظة " "الآن " و تبقيك عالقا في الماضي أو حالما بالمستقبل دون حراك . بإدراك تام و بكل جوارحك ، بعد أن تأخذ نفسا عميقا ، انظر من حولك سترى الكثير مما كنت تظن أنه لا يهم ، ستجد وجودك الذي تبحث عنه ، ذلك الذي تستمر في البحث عنه في كل مكان غير " الآن " بينما هو موجود فقط في " الآن " ..
اعرف لماذا؟
كثيرون من يعرفون ماذا يجب ان يفعلوا ، و قليلون من يعرفون حقا كيف يفعلون ماذا يجب ان يفعلوا ، و لكن جزء بسيط من البشرية فقط من يعرفون لماذا يفعلون ماذا يفعلون ... هؤلاء هم من يلهم كل العالم ، فهم يحررون شبق معرفة الحقيقة الذي بداخلهم ، و بذلك يلهبون الشغف الذي بداخلهم ، ويوجهون مداركهم الى الجهة الصحيحة ..
اعرف لماذا تستيقظ كل يوم صباحا ، و لا تجعل حياتك عبارة عن ردود أفعال .. واصل البحث و لا ترضى إلا بمعرفة الحقيقة كاملة ..
كانت هذه بعض النقاط ، التي رأيتها أنها مهمة لكم و لي ، لنعرف معالم حياتنا لنعيشها بإثارة أكبر ، ومحاولات لتحسين المزاجية التي تسيطر علي و على أمثالي .. وربما بها يمكننا تحقيق قدر من السعادة التي نحتاجه ..
سأترك القائمة مفتوحة لنصائح تخص الالهام و الابداع و الحياة الجميلة بصفة عامة ، فإذا أنا جمعت بعضا منها سأقوم بتدوينه هنا ، أما الآن ، فالمنبر لكم ، وكل من يحب أن يشاركنا نصائح فالمساحة واسعة و نحن هنا للاستفادة ..
في الحقيقة لهذه المسودة قرابة الشهران أو أكثر و هي تنتظر في طابور النشر ، فقد أردت أن أنجحها قدر الامكان - رغم أنني كنت قد ترددت في وضعها من اساسو على المدونة في وقت ما - وها أنا أضعها بين أيديكم عسى أن تستفيدوا منها كما استفدت أنا خلال تأملي و بحثي في ذكرياتي و تجاربي الخاصة و بعض الأمور التي تعلمتها من الكتب ..
تعليقات
إرسال تعليق